يشكل الاهتمام بالأنشطة التربوية على صعيد المؤسسات التعليمية مجالا خصبا يساهم في إبراز المواهب والطاقات الإبداعية وتنمية الحس الفني والجمالي والشخصية لدى المتعلمين، كما يشجعهم على التواصل مع الكفاءات المحلية والجهوية، وتثمين عمل المبدعين، ويضمن مشاركتهم في التعريف بتراثهم المحلي والجهوي والمحافظة عليه ويزودهم بالقدر المناسب من المعلومات الثقافية، وينمي لديهم الكفاءات اللغوية والحس الأدبي وفنون القول والخطابة.

وتساهم هذه الأنشطة بشكل كبير في ترسيخ الهوية الثقافية الوطنية، في ظل العولمة، وفي تحصين المتعلم أمام الانفتاح الإعلامي الواسع، بتنمية قدرته على حسن اختيار البرامج الإذاعية والتلفزية المعروضة، وقدرته على المتابعة والتلقي الواعيين للمضامين والصور الرائجة.

كما تساهم هذه الأنشطة كذلك في دعم السياحة الثقافية المحلية والدولية من خلال دراسة المعالم التاريخية والحضارية وزيارتها والتعريف بها.

الهدف العام

المساهمة في تفتح المتعلمين وإبراز مواهبهم وطاقاتهم وإبداعاتهم وتنمية شخصيتهم وحسهم الفني والجمالي، كما تشجعهم على التواصل مع الكفاءات المحلية والجهوية.

الأهداف الخاصة

- إبراز المواهب والطاقات (الإبداعية واللغوية والجسمية والتعبيرية...) وصقلها وتثمينها وإثرائها.

- تنمية بعض القدرات والمهارات (التواصلية المواجهة، الخطابة، التعبير..)

- تنمية الكفايات والميولات الثقافية والتعويض على تقبل الثقافات المختلفة والتعايش الإيجابي معها.

 - تربية الذوق الجمالي للمتعلم..

- تعرف المتعلمين على تراثهم الثقافي المحلي والجهوي والوطني ورد الاعتبار للموروث الثقافي المغربي مع إشراكهم في التعريف به والعمل على الحفاظ عليه وإغنائه واستثماره.

- مشاركه المتعلمين في التوعية والتحسيس بثقافتهم المحلية والإنسانية.

ويتكون هذا المجال من ثلاث مرتكزات رئيسية:

• الأنشطة الثقافية
• الأنشطه الفنية
•  الأنشطه الإبداعية

تجدر الإشاره في البداية إلى أن هذا التصنيف يبقى منهجيا فقط، حيث أن هناك تقاطعات وتداخلات بين هذه المجالات، التي تشكل في نفس الوقت أنشطة وآليات لتفعيل كافة أنشطة الحياة المدرسية.

ولتوسيع آليات الاشتراك والانخراط في هذه الأنشطة التربوية تم اعتماد أسلوب التشبيك الموضوعاتي في المجالات الثقافية والإبداعية والفنية بين الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين باعتباره آلية للتنسيق وتبادل الخبرات بين الأكاديميات والذي يساهم في خلق ديناميات تربوية متميزة، وفي بناء مدرسة مواطنة مفعمة بالحياة ومتشبعة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ويعتمد بالأساس على خلق مسابقات تنافسية بين التلاميذ والمؤسسات في مجال الإبداع والابتكار.

وترتكز عمليه التشبيك الموضوعاتي على تنظيم مهرجان وطني في مجال من المجالات بكل أكاديميه جهوية للتربيه والتكوين. هذه العملية تهدف إلى تمكن المدرسة من الاضطلاع بمهمتها في تحقيق الاندماج الثقافي عبر جعل الثقافة بعدا عضويا من أبعادها وظائفها الأساسية، كما تهدف إلى انفتاح المؤسسة على محيطها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي وتنشيط المؤسسات التعليمية ثقافيا وعلميا وفنيا، وكذا إلى التربية على الممارسة الديمقراطية، وتكريس الحس التشاركي لدى المتعلمين، وتنمية الكفايات والمهارات والقدرات لاكتساب المعارف، وبناء المشاريع الشخصية والجماعية. وإلى جعل المدرسة فضاء خصبا.... على تحرير الطاقات الإبداعية واكتساب المواهب في مختلف المجالات وذلك تماشيا مع مقتضيات الرؤية الاستراتيجية 2015- 2030 والقانون الإطار.

الأنشطة الفنية

تتضمن الأنشطة الفنية مجموعة الممارسات العملية للتلاميذ والتلميذات داخل المدرسة، وتتميز تلك الممارسات بقدرتها على إبراز خصائص حسية وشكلية، تعبر عن حاجات التلاميذ وميولهم بالإضافه إلى إظهار قدراتهم وخبراتهم المكتسبة في مجالات الفنون.

المكونات الأربعة الأساسية للأنشطة الفنية

المسرح المدرسي

يعتبر المسرح المدرسي مسرحا تربويا تعليميا تعلميا ومكونا من مكونات وحدة التربية الفنية الجمالية وأنشطة التفتح، كما يعتبر فنا متعدد الإمكانات، يساعد على خدمة ميولات الطفل ويساهم في صقل مواهبه، ويشجعه على الإبداع الفني، ويدفعه بالتالي إلى الاندماج في مجتمعه الصغير بالمدرسة ومجتمعه الكبير خارج المدرسة.

المجموعات الصوتية

المجموعة الصوتية هي مجموعة موسيقية تتألف من تلاميذ وتلميذات يقومون بأداء أغاني وأناشيد، يؤدون موسيقى كورالية، وعادة ما تقاد هذه المجموعة من طرف أستاذ (ة) يعد بمثابة قائد (ة) للمجموعة الصوتية. من أهم أهدافها صقل مواهب التلاميذ في المجال الموسيقي والغناء الجماعي، لإرساء مدرسة منفتحة ومتشبعة بروح الابتكار والإبداع.

- الفنون التشكيلية

ترتكز الفنون التشكيلية على مجموعه من الكفايات الأساسية كالثقة بالنفس والتفتح على الآخرين والعالم والمحيط وإبراز القدرات الذاتية في التفكير والتحليل والإنجاز والإبداع وممارسة الحرية والاستقلالية في التفكير وفي اتخاذ القرار، والجرأة والمبادرة الذاتية والتنافس الإيجابي والإنتاجية.

- الفيلم التربوي

يعتبر الفيلم التربوي أداة من أدوات الثقافة والمعرفة، ووسيلة من الوسائل التعليمية الفعالة الذي تروم دعم ديداكتيك المواد الدراسية والارتقاء بها، إضافة إلى بعده الفني من خلال تشجيع التلاميذ والتلميذات على ولوج عالم الصورة واكتشاف سحرها وإكسابهم مهارات تفكيك اللغة السينمائية واستيعابها.

الأنشطة الثقافية

تعرف الأنشطة الثقافية بأنها مجموعة من عمليات وأشكال التدخل البيداغوجي التي يتم بها تسيير وتوجيه وضبط التواصل بين المتعلمين والمتعلمات، وباعتبارها حقلا يؤطر الفعل الثقافي فإنها تصب في حقول مختلفة (تنشيطية، تربوية، ثقافية لغوية...) لذا فان أهميتها تنبثق من قيمتها التربوية، والغرض الأساسي منها هو بناء شخصية المتعلم في مختلف الجوانب، وتنمية مهاراته الفكرية والثقافية والأدبية واللغوية، وإتاحة الفرص للموهوبين للإبداع وتشجيعهم على التفوق.

المكونات الأربعة الأساسية للأنشطة الثقافية

- المسابقات الثقافية

تتعدد أنواع المسابقات الثقافية من أدبية، علمية، تاريخية، دينية...، وتكون بمثابة معلومات إثرائية، لما قد تعلموه، بالإضافة إلى المعلومات الثقافية الأخرى من خارج مجال الدراسة، وتروم تشجيع التنافس الثقافي والمعرفي وانفتاح المتعلم على مجتمعه واكتشاف ما يزخر به هذا المجتمع من ثقافة وحضارة.

- المباريات اللغوية

تساهم المباريات اللغوية في الانفتاح على الحضارات والثقافات المختلفة، ويعمق الفهم ويقوي الارتباط باللغه الأم، ويدفع التلاميذ إلى تغيير النظرة حول اللغة الأخرى، كما تنمي الكفايات والميولات اللغوية وتؤدي إلى خلق دينامية تهدف إلى نشر الوعي، وتكسير الجمود الثقافي الكلاسيكي.

- فن الخطابة

الخطابة هي نوع من الفنون النثرية فائدتها التأثير والإقناع بحضور الجمهور المتلقي، وتعتبر الخطابة من الفنون الهامة التي تتعامل مع الجانب العقلي والعاطفي للإنسان، فهي فن الإقناع والاستمالة، وتعزز  الثقة بالنفس والقدرة على المشافهة والمواجهة.

- القصيدة الشعرية

يعتبر الشعر نمط أدبي لتجسيد آمال الأمة يمكن من خلالها التعرف على أوضاع المجتمع، وثقافته، وأحواله وتاريخه، ويتميز عن غيره من أنواع الكلام باستخدام وزن دقيق وموسيقى خاصة به يطلق عليها الموسيقى الشعرية. كما أن الشعر هو الكلمات التي تحمل معاني لغوية،  تؤثر على الإنسان عند قراءته، أو سماعه.

الأنشطة الإبداعية

  يعتبر الإبداع والابتكار من المهارات التي تمكن المتعلمين والمتعلمات من التميز عن بعضهم البعض في إطار من المنافسة الإيجابية، فعادة ما يحب المتعلمون والمتعلمات، عرض إبداعاتهم من أبحاث ميدانية أو تقارير صحفية أو كتابات أو رسومات أو أعمال يدوية أو أي شيء تم إنجازه في إطار الأنشطة المدرسية أو بمبادرة فرديه منهم للتعبير عن آرائهم وإبراز مواهبهم.

المكونات الأربعة الأساسية للأنشطه الإبداعية
الإعلام المدرسي
الإعلام المدرسي يقصد به النشاط التواصلي الذي يهدف إلى دعم مجال النشر والتوثيق من خلال تبادل المعرفة العلمية والأدبيه واللغوية بين المتعلمين والمتعلمات، وتمكينهم من مهارات البحث والتحصيل لتوسيع آفاقهم المعرفية والفكرية، ومن بين عناصره: الصحافة المدرسية (الإذاعة المدرسية)، الصحيفة الحائطية أو المجلة المدرسية المطبوعة.

القصة المصورة
هي شكل من أشكال الإبداع الفني، باعتماد الخيال وتضم رسوما تجمع بين الكلمات والصور المرسومة وتهدف إلى تعزيز روح المبادرة والإبداع لدى الصغار في إحدى مجالات الدراسة كما تمكنهم من التعبير عن معارفهم ومكتسباتهم والتعبير بحرية عن أحاسيسهم وإبداعاتهم.

الربورتاج الوثائقي
الربورتاج هو النوع الصحفي الأفضل والأنسب لتجديد المواضيع التي تقوم على الوصف الحيوي المباشر للوقائع والحقائق، ومن أهدافه أنه يجعل المتلقي يسمع ويرى بما سمعه ورآه وأحس به الصحفي نفسه. فالتلميذ المعد للربورتاج يعير حواسه لغيره، فهو يمثل القراء والمستمعين.

الكاريكاتير التربوي
يمكن الكاريكاتور التربوي من تدريب الناشئة على التعبير بواسطته عن مجموعة من القضايا، ويهدف لإيصال مجموعة من الرسائل التربوية. الهادفة إلى تصحيح الكثير من السلوكات والظواهر المشينة والتحسيس بأهميه أو بخطورة العديد من القضايا المطروحة سواء داخل الوسط المدرسي أو في الوسط الخارجي بأبعاده المختلفة، وذلك اعتمادا على تقنيات الكثافة التعبيرية والتركيز والإيحاء والسخرية الإيجابية، التي تحرك الملكات الفكرية والوجدانية وتنمي الحس النقدي لدى ناشئتنا.