مفهوم التثقيف بالنظير كما ورد في وثائق المؤتمر الدولي للسكان والتنمية:

التثقيف بالنظير أو التعليم بالأقران هو قيام الشباب بإرشاد/ مشورة غيرهم من الشباب من نفس العمر ولهم نفس الخلفية من خلال اتصال وجاهي فردي أو جماعي ان ضغط الأقران الناتج عن تأثير الشباب على بعضهم البعض يمكن أن يكون سلبيا ويقود إلى سلوك خطير على صحتهم، إلا أن الشباب يمكنهم استخدام نفوذهم بطريقة إيجابية عندما يقومون بدور النموذج لنظرائهم عبر إعطاء المعلومات الصحيحة وتعزيز المواقف التي تقود إلى سلوك صحيح ومسؤول.

  من هنا يمكن القول أن مقاربة التثقيف بالنظير، مفادها أساسا انتقاء مجموعة من الأفراد وفق معايير معينة ( سلوكية أو ثقافية أو اجتماعية أو حتى اقتصادية )، وإخضاعهم لتكوين خاص ولمدة زمنية معينة، كي يصبحوا قادرين على تناول مواضيع تتصل بحياتهم اليوميه مع نظرائهم أي أقرانهم، بغيه تبادل معارف وتنمية مهارات حياتية، وكذا تمرير رسائل تربوية لهم، وجعلهم قادرين على بناء المواقف وتصحيح الأفكار الخاطئة عبر النهج البناء والمنطق العلمي بهدف وقاية أنفسهم عن طريق تغيير السلوكات السلبية. كما يمكن اعتبار هذه المقاربة، منهجية تربوية صالحة للجيل الحالي خصوصا وأن تمرير الرسائل الإصلاحية والتربوية عن طريق الأقران والنظراء أبان عن نجاعته.

أهمية مقاربة التثقيف بالنظير

  تكمن أهميه هذه المقاربة في التأثير الكبير للمثقف النظير على نظرائه نظرا لمشاركته لهمومهم ومشاكلهم، إضافه إلى قدرته على رصد السلوكيات الخطرة لنظرائه بشكل سهل لقربه منهم، وتبليغ المعلومات بسهولة أكبر نظرا للثقة التي يضعها النظراء فيه، بحيث تاخذ المعلومة على أنها نصيحة من صديق حميم على عكس باقي الأشخاص ( الأستاذ، الوالدان، الاخوان ...) حيث غالبا ما تفهم على أنها أمر.

  وقد أبانت مجموعة من الدراسات على أهمية مقاربة التثقيف بالنظير، ونجاعتها في تحقيق مجموعه من الأهداف، خاصة في موضوع فيروس نقص المناعة البشرية، وهي اليوم تتناول مواضيع أخرى في الصحة الانجابية: الزواج المبكر، زواج الأقارب، فحوصات ما قبل الزواج، التحرش الجنسي، العنف والعنف المبني على النوع، المراهقة، الإدمان والمخدرات، المواطنة والسلوك المدني، بل أصبحت تتعدى هذا لتتناول مواضيع جديدة كالدعم التربوي والتوجيه بالأوساط المدرسية، والفئات المستهدفة من هذه المقاربة متعددة: التلاميذ والطلاب، المساجين...

المتدخلون في عملية التثقيف بالنظير

  ترتكز مقاربة التثقيف بالنظير على ثلاثة عناصر أساسية وهي المنشط والمستفيد ومواضيع التكوين، وتتغير مسميات هذه العناصر بتغير المستوى التثقيفي والفئة المستهدفة والمحتوى المراد تبليغه.

مقومات نجاعة مقاربة التثقيف بالنظير

• معلومات علمية صحيحة
• تواصل أفقي
• تفاعل اجتماعي بناء
• تأكيد الذات
• الحوار المفتوح
• معرفة تامة لخصوصية النظراء